تصدرت عبارة عواصف شمسية محركات بحث الإنترنت خلال اليومين الماضي، حيث أصدرت وكالة ناسا الفضائية لأول مرة تحذيرًا واسعًا بشأن خطوة العواصف الشمسية وتأثير على العالم الحديث.
عواصف شمسية تهدد الإنترنت والتكنولوجيا
أطلقت وكالة ناسا، تحذيرًا شديدًا في إعلان رسمي لها، من تأثر جميع خدمات الإنترنت ونظام الاتصالات في العالم ولمدة أسابيع، نتيجة تعرض الأرض لعاصفة شمسة.
وأوضحت ناسا، أن الشمس وصلت إلى ذروة نشاطها، ومن المرجح أن يستمر نشاط الشمس لمدة سنة، وفقًا لما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأكدت وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ولجنة التنبؤ بالدورة الشمسية، أن الشمس وصلت إلى أقصى فترة شمسية لها، والتي قد تستمر للعام المقبل.
أبرز تأثيرات العاصفة الشمسية
وكشفت الوكالة أن العالم قد يواجه خطر تعطل شامل وكامل لخدمات الإنترنت وقد يستمر هذا التعطل لعدة أسابيع، مما يُشكل تهديداً كبيراً ومباشراً لقطاع المال والأعمال، وقد يؤدي إلى انهيار العديد من الخدمات والأعمال التي تعتمد على خدمات الإنترنت.
وذكر العلماء أن حالة "الذروة المتفجرة في دورة الشمس" عندما تحدث تتحول معها الشمس إلى كرة فوضوية تطلق دفعات ضخمة من الطاقة نحو الأرض، وهي الفترة المعروفة باسم "الحد الأقصى للطاقة الشمسية".
وفي تقرير منشور لجريدة "ديلي ميل" البريطانية، في وقت سابق قالت: إن هذه الدفعات من الطاقة مسؤولة عن عروض الضوء الشمالي المذهلة التي شاهدناها في الأشهر الأخيرة، ومع ذلك، فإنها يمكن أن تعطل أيضاً الإنترنت وأقمار (GPS) التي تدور حول الأرض، إضافة إلى إمكانية انقطاع التيار الكهربائي، وقد تستمر هذه الأعطال لعدة أسابيع في حال حدوثها.
فيما أكد خبراء، أن الحد الأقصى للطاقة الشمسية وصل رسميًا، وقد يستمر لمدة 12 شهرًا مقبلًا، بينما ستزداد فرص رؤية الشفق القطبي، وترتفع أيضًا احتمالات انقطاع الإنترنت على مستوى العالم.
وقال جيمي فيفورز، مدير برنامج الطقس الفضائي في وكالة ناسا، خلال ذروة النشاط الشمسي، يزداد عدد البقع الشمسية، وبالتالي كمية النشاط الشمسي، وكل 11 عامًا، تتحول الشمس إلى كرة فوضوية تطلق دفعات هائلة من الطاقة نحو الأرض، وهي الفترة المعروفة باسم الحد الأقصى للطاقة الشمسية.
وتعد هذه الانفجارات من الطاقة هي المسؤولة عن عروض الضوء الشمالي المذهلة التي شوهدت في الأشهر الأخيرة، ومع ذلك، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى تعطيل الإنترنت وأقمار نظام تحديد المواقع العالمي GPS، التي تدور حول الأرض مع انقطاع التيار الكهربائي لأسابيع.
وقال ديبيندو ناندي، وهو فيزيائي من مركز كلكتا للتميز في علوم الفضاء التابع للمعهد الهندي للعلوم الاقتصادية والاجتماعية: "تزداد فرص حدوث هذه العواصف الشمسية عندما يكون عدد البقع الشمسية مرتفعاً".
وأضاف: "قد تؤدي العواصف الأكثر شدة في بعض الأحيان إلى تدهور مداري كارثي للأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدارات منخفضة وتعطل الخدمات القائمة على الأقمار الصناعية مثل الاتصالات والشبكات الملاحية.. يمكنها أيضاً أن تسبب اضطرابات قوية في المجال المغناطيسي الأرضي الذي يتسبب في تعثر شبكات الطاقة الكهربائية الموجودة في مناطق خطوط العرض العالية".
وتابع: "بالطبع، إنها تخلق أيضًا شفقًا قطبيًا جميلًا، لذا يمكننا أن نتوقع أن يكون عام 2024 عامًا جيدًا لصائدي الشفق القطبي".
يشار إلى أن دراسة أجريت عام 2021 ونشرها عالم من جامعة كاليفورنيا وجدت أن الإنترنت قد يتعطل لأسابيع في أعقاب عاصفة شمسية شديدة، ويرجع هذا إلى نقاط الضعف في شبكة العالم الضخمة من كابلات الاتصالات البحرية.
وتقول الدراسة إن التقلبات الكهرومغناطيسية الناجمة عن العواصف الشمسية الشديدة لا يمكنها أن تلحق ضرراً مباشراً بكابلات الألياف الضوئية التي تشكل العمود الفقري للإنترنت، ومع ذلك، فإنها تمتلك القدرة على إخراج معززات الإشارة المنتشرة على طول الكابلات البحرية الضرورية للحفاظ على الاتصالات على مسافات كبيرة.